الشعر العربي

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

يهتم بالتدريس


    الشاعر جرير التميمي

    avatar
    aymantoo


    المساهمات : 7
    تاريخ التسجيل : 07/03/2009

    الشاعر جرير التميمي Empty الشاعر جرير التميمي

    مُساهمة  aymantoo السبت مارس 07, 2009 4:46 pm

    الشاعر جرير التميمي

    ________________________________________
    نسبه :
    جرير بن عطية بن حذيفة الخطفي بن بدر الكلبي اليربوعي ، أبو حزرة ، من تميم . -
    - أشعر أهل عصره، ولد ومات في اليمامة، وعاش عمره كله يناضل شعراء زمنه ويساجلهم فلم يثبت أمامه غير الفــرزدق والأخطــل .
    - كان عفيفا وهو من أغزل الناس شعرا .

    حياته :

    هو جرير بن عطية، ينتهي نسبة إلى قبيلة “تميم”

    كان من أسرة عادية متواضعة.. وقف في الحرب الهجائية وحده أمام ثمانين شاعرًا، فحقق عليهم النصر الكبير …

    كان عفيفًا في غزله ، متعففًا في حياته ، معتدلا بعلاقاته وصداقاته .

    كما كان أبيًا محافظًا على كرامته، لاينام على ضيم، هجاء من الطراز الأول، يتتبع في هجائه مساوىء خصمه، وإذا لم يجد شيئًا يشفي غلته، اخترع قصصًا شائنة وألصقها بخصمه، ثم عيره بها .

    واتصل بالخلفاء الأمويين، ومدحهم ونال جوائزهم سلك في شعره الهجاء والمديح والوصف والغزل
    عاش حوالي ثمانين سنة.

    اختلف المؤرخون في تحديد تاريخ وفاة جرير، على أنه في الأغلب توفي سنة 733م/144ه وذلك بعد وفاة الفرزدق بنحو أربعين يومًا، وبعد وفاة الأخطل بنحو ثلاث وعشرين سنة.

    شعره :



    المديح عند جرير:

    أكثر جرير من المديح ، وكانت نشأته الفقيرة، وطموح نفسه، وموهبته المواتية، وحاجة خلفاء بني أمية إلى شعراء يدعون لهم، ويؤيدون مذهبهم، كان كل ذلك مما دفعه إلى الإكثار من المدح والبراعة فيه. وكان أكثر مدائحه في خلفاء بني أمية وأبنائهم وولاتهم، وكان يفد عليهم من البادية كل سنة لينال جوائزهم وعطاياهم.

    وكان مديحه لهم يشيد بمجدهم التليد ويروي مآثرهم ومكارمهم، ويطيل في الحديث عن شجاعتهم، ويعرض بأعدائهم الثائرين عليهم، وبذلك كان يظهر اتجاهه السياسي في ثنايا مدحه لهم، وكان إذا مدح، استقصى صفات الممدوح وأطال فيها، وضرب على الوتر الذي يستثيره ولم يخلط مدائحه وبلغت غايتها من التأثير في النفس.

    وفي الحق أنه ما كان لجرير من غاية غير التكسب وجمع المال ..

    فهو إذا مدح الحجاج أو الأمويين بالغ في وصفهم بصفات الشرف وعلو المنزلة والسطوة وقوة البطش، ويلح إلحاحا شديدا في وصفهم بالجود والسخاء ليهز أريحيتهم، وقد يسرف في الاستجداء وما يعانيه من الفاقة

    وتكثر في أماديحه لهم الألفاظ الإسلامية والاقتباسات القرآنية .

    جرير مفاخرًا هاجيًا :

    كان لجرير مقدرة عجيبة على الهجاء، فزاد في هجائه عن غيره طريقة اللذع والإيلام.. فيتتبع حياة مهجويه وتاريخ قبيلتهم، ويعدد نقائصهم مختلفا، مكررا، محقرا، إلا أنه لم يستطع أن يجعل الفخر بآبائه موازيا لفخر الفرزدق.

    وقال في الهجاء :
    فغض الطرف إنك من نمير = فلا كعبا بلغت ولا كلابا

    وهذا البيت لنا معه وقفه حيث ان له قصه معروفه:

    عاصر الشاعر "عبيد الراعي" الشاعرين جريرًا والفرزدق، فقيل إن الراعي الشاعر كان يسأل عن هذين الشاعرين فيقول:
    - الفرزدق أكبر منهما وأشعرهما.
    فمرة في الطريق رآه الشاعر جرير وطلب منه أن لا يدخل بينه وبين الفرزدق، فوعده بذلك.. ولكن الراعي هذا لم يلبث أن عاد إلى تفضيل الفرزدق على جرير، فحدث أن رآه ثانية، فعاتبه فأخذ يعتذر إليه، وبينما هما على هذا الحديث، أقبل ابن الراعي وأبى أن يسمع اعتذار أبيه لجرير، حيث شتم ابن الراعي الشاعر جريرًا وأساء إليه..
    وكان من الطبيعي أن يسوء ذلك جريرًا ويؤلمه، فقد أهين إهانة بالغة ، فذهب إلى بيته، ولكنه لم يستطع النوم في تلك الليلة، وظل قلقا ساهرا ينظم قصيدة سنورد بعض أبياتها بهذه المناسبة، فلما أصبح الصباح ، ألقاها الشاعر جرير في "المربد" على مسمع من الراعي والفرزدق والناس، فكانت القصيدة شؤما على بني نمير حتى صاروا إذا سئلوا عن نسبهم لا يذكرون نسبهم إلى "نمير" بل إلى جدهم عامر.. هذا وقد سمى جرير قصيدته هذه" الدامغة" لأنها أفحمت خصمه:
    أعــد الله للشعـراء مني **** صواعـق يخضعون لها الرقابا
    أنا البازي المطل على نمير *** أتيح من السماء لها انصبابا
    فلا صلى الإلـه على نمـير **** ولا سقيت قبورهم السحابا
    ولو وزنت حلوم بني نمير **** على الميزان ما وزنت ذبـابا
    فغض الطرف إنك من نمير **** فلا كعبا بلغت ، ولا كـلابا
    إذا غضيت عليك بنو تميـم **** حسبت النـاس كلهم غضـابا

    معاني البيات واضحة سهلة، تتصف بهجاء الخصم وإلحاق العيوب والمساوىء به، كما أنها تتصف أيضا بفخر الشاعر بنفسه، عدا عن أن الشاعر يتهكم بخصمه وبقومه، فيسخر من عقولهم الصغيرة كعقول الذباب، ثم يطلب الشاعر من خصمه أن يتوارى عن الأنظار ويخجل من نفسه هو وقومه. ويختتم القصيدة ببيت رائع شهير بالفخر.
    فالفخر هو الوجه الآخر للهجاء، فالطرف الذي يتلقى الهجاء من الشاعر، يجده فخرًا بالنسبة لنفسه ولقومه..
    فهنا يفاخر جرير بمجده ومجد قومه فخرًا جاهليًا، يعتز فيه ببطولتهم وأيامهم القديمة وما ورثوا من مجد، فهو قد هيأ هجاءه لكل الشعراء الذين تحدثهم نفسهم بالتعرض بأنني سأقضي عليهم وأحطم عزهم.. أو يكف الشعراء بعد أن قلت كلمتي الفاضلة، أم يطمعون في التعرض لي، ليقاسوا من هجائي نارًا تلفح وجوههم لفحًا؟

    وقال أيضا في الهجاء:

    فما هبت الفرزدق فد علمتم = وما حق ابن بروع أن يهابا

    أعد الله للشعراء مني = صواعق يخضعون لها الرقابا

    إذا غضبت عليك بنو تميم = حسبت الناس كلهم غضابا

    وهناك التقى جرير بالفرزدق وأصبح بينهما منذ ذلك اليوم صولات وجولات في الهجاء والتي استمرت سنوات عديدة، لم تنتهي إلا بوفاة الفرزدق، والذي نعاه جرير قائلاً:
    لعمري لقد أشجى تميما وهدها = على نكبات الدهر موت الفرزدق
    عشية راحوا للفراق بنعشه = إلى جدث في هوة الأرض معمق
    لقد غادروا في اللحد من كان ينتمي = إلى كل نجم في السماء محلق
    ثم يقول :
    عماد تميم كلها ولسانها = وناطقها البذاخ في كل منطق .

    شيء من غزل جرير:

    لم يكن غزل جرير فنا مستقلا في شعره، فقد مزج فيه أسلوب الغزل الجاهلي بأسلوب الغزل العذري. فهو يصف المرأة ويتغزل بها، ثم يتنقل من ذلك إلى التعبير عن دواخل نفسه، فيصور لنا لوعته وألمه وحرمانه، كما يحاول رصد لجات نفسه فيقول :
    يا أم عمرو جزاك الله مغفرة = ردي على فؤادي كالذي كانا
    هلا تحرجت مما تفعلين بنا = يا أطيب الناس يوم الدجن أردانا
    قالت ألم بنا إن كنت منطلقا = ولا أخالك بعد اليوم تلقانا
    ما كنت أول مشتاق أخا طرب = هاجت له غدوات البين أحزانا

    ثم يقول أشهر أبياته في الغزل :
    إن العيون التي في طرفها حور = قتلننا ثم لم يحيين قتلانا
    يصرعن ذا لب حتى لا حراك به = وهن أضعف خلق الله أركان

    أسلوب جرير :

    أول ما يطالعنا في أسلوب جرير، سهولة ألفاظه ورقتها وبعدها عن الغرابة، وهي ظاهرة نلاحظها في جميع شعره، وبها يختلف عن منافسيه الفرزدق والأخطل اللذين كانت ألفاظهما أميل إلى الغرابة والتوعر والخشونة. وقد أوتي جرير موهبة شعرية ثرة، وحسا موسيقيا، ظهر أثرهما في هذه الموسيقى العذبة التي تشيع في شعره كله. وكان له من طبعه الفياض خير معين للإتيان بالتراكيب السهلة التي لا تعقيد فيها ولا التواء .. فكأنك تقرأ نثرا لا شعرا .

    ومن هنا نفهم ما أراده القدماء بقولهم الشهير : (جرير يغرف من بحر والفرزدق ينحت من صخر) وهذا القول يشير إلى ظاهرة أحرى في الشاعرين، وهي أن جريرا كان أكثر اعتمادا على الطبع من الفرزدق، وأن الفرزدق كان يلقى عناء شديدًا في صنع شعره .

    وإن اعتماد جرير على الطبع وانسياقه مع فطرته الشعرية من الأمور التي أدت أيضا إلى سهولة شعره وسلاسة أسلوبه ورقة ألفاظه ، إذ كان لشعره موسيقى تطرب لها النفس، ويهتز لها حس العربي الذي يعجب بجمال الصيغة والشكل، ويؤخذ بأناقة التعبير وحلاوة الجرس أكثر مما يؤخذ بعمق الفكرة والغوص على المعاني.

    ولهذا أبدع جرير في أبواب الشعر التي تلائمها الرقة والعذوبة، كالنسيب والرثاء .

    على أن انسياق جرير مع الطبع وقلة عنايته بتهذيب شعره وإعادة النظر فيه، كل ذلك جعل من الابتكار والإبداع في المعاني قليلا، لا يوازي حظ الفرزدق من ذلك، حتى أنك لتنظر في بعض أبياته فلا تجد فيها غير صور لفظية جميلة جذابة، لا يكمن وراءها معنى مبتكر ولا فكرة طريفة .

    خصائص أشعار جرير:

    يمكننا من دراستنا لشعر جرير من خلال نصوصه الشعرية أن نتبين ملامح فنه وخصائصه فيما يلي

    - كان جرير يجول في شعره في ساحات واسعة الأرجاء ، متعددة الجوانب ، فقد طرق أكثر الأغراض الشعرية المعروفة وأجاد فيها، وأعانته على ذلك طبيعته الخاصة المواتية .

    - كانت معاني الشاعر جرير في شعره فطرية، ليس فيها غور ولا تعمق فلسفي. ولكنها قريبة الحضور بالبال، ومع هذا القرب، كان يعرضها في ثوب أنيق من اللفظ، تبدو به جذابة، شديدة التأثير.

    - إن الصور والأخيلة جاءت متصلة بالبادية التي ارتبطت بها حياته أشد الارتباط، ولكنه مع هذا قد تأثر تأثرا واضحا بالروح الإسلامي والثقافة الإسلامية، ولذلك يمثل شعره الحياة البدوية تمثيلا صادقا .

    - كانت تشيع في شعره، ولاسيما في الهجاء،روح التهكم والسخرية التي قربته إلى قلوب العامة من الناس، وهيات له الظفر بخصمه .

    - لجرير بعد ذلك قدرته على انتقاء اللفظ الجزل، ومتانة النسج، وحلاوة العبارة، والجرس الموسيقي المؤثر… وخاصة في غزله حيث العاطفة الصادقة التي تتألم وتتنفس في تعبير رقيق لين .

    الشخصية الشعرية :

    الشاعر جرير من النفوس ذات المزاج العصبي وذات الطبع الناعم الرقيق، ولئن جعلت رقة الطبع شعره دون شعر الفرزدق فخامة ، لقد جعلته يتفوق في المواقف العاطفية كالرثاء .

    فالعاطفة هي منبع كل شيء في شعر جرير، وهي عنده تطغى على العقل والخيال، ولهذا ضعف تفكيره كما ضعف خياله ووصفه، فجرى على توثب إحساسه .

    أخيرا :

    قيل إن بيوت الشعر أربعة: فخر ومديح وهجاء ونسيب وفي الأربعة فاق جرير:
    قوله في الفخر :
    إذا غضبت عليك بنو تميم = حسبت الناس كلهم غضابا

    وفي المديح :
    ألستم خير من ركب المطايا = وأندى العالمين بطون راح

    وفي الهجاء :
    فغض الطرف إنك من نمير = فلا كعبا بلغت ولا كلابا
    وفي النسيب :
    إن العيون التي في طرفها حور = قتلننا ثم لم يحيين قتلانا

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مايو 17, 2024 12:07 am